أريد أن أشرب كأس فودكا منعش ، فيراني مسلم ليقول لي : صبأت ورب الكعبة ، ثم أعقبه بصليب أعلّقه على صدري فيراني نصراني ليصرخ مهللا : لقد عدت إلى رشدك والآلهة !
ثم أخرجَ في الفضائيات لأعلن تنحي شخصي الإنسان العاقل عن ديانة الإسلام ، والمطالبة القانونية عبر المحاكم بكتابة "مسيحي" في خانة الديانة ، بحجة أني أريد لأولادي أن ينشؤوا على هذه الديانة الحقة ، فأشتهر هنا بطلاً عظيماً وأشتهر هناك كلباً حقيراً !
تستقبلني الفضائيات المسيحية التبشيرية بدعوى أنني مؤمن جديد ، كي أشرح للناس كيف هداني الرب باسم القدس إلى الديانة الحقة ،
وتستضيفني الفضائيات الليبرالية بدعوى أنني خبطة صحفية غريبة وقصة إعلامية مشوقة ، مع التعرض لكلا الديانتين وما فيهما من تحجر وإنغلاق !
وستسقبلني الفضائيات المسلمة بحجة الرأي والرأي الآخر ، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين الديانات وحوار الحضارات ..
وسأكون في النهاية المستفيدَ الأول والأخير مع تقادم الزمن !
أنام ثم أصحو فأقول بيني وبيني : هاقد قد ظهر الحق وزهق الباطل : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..!!
فأصبح في ليلة وضحاها أعظم من دبّت رجله على الأرض بطلا جديداً وفتحا إسلامياً عظيماً ، وحجة دامغة على صدق الإسلام وإعجاز القرآن !
وبعد أسبوع يقتلني النصارى المتعصبون غيلة بسبب الغضب والحقد .
فتظهر للعيان صفحة جديدة وتاريخ مشهود بطله أنا ، ونجمه أنا ..
وأظهر ضمن من أثروا في الكون وغيروا البشرية ، لا لشيء إلا لأنني قدمت فيلماً أكشنياً خطيراً وأجدت القيام بجميع أدواره بثبات مستوى وأداء !!
لما مات صدام حسين تناقل الناس الفعل البطولي الذي قام به بطل القادسية سليل النسب الشريف وسادس الخلفاء الراشدين ، رافع لواء المسلمين ومطهر الإسلام من الأزلام !
لا لشيء إلا لأننا ننسى سريعاً ، متخذين ذريعة أن الإنسان لم يسمى إنساناً إلا لأنه ينسى ، والسبب أن خاتمته كانت صالحة بنطقه الشهادتين وقبل ذلك استشهاده بآيات من القرآن أثناء جلسات محاكمته ..
مع أن بعض النصارى يحفظون الفاتحة وقصار السور وعدداً من الآيات ، ويعرفون طريقة الصلاة ويظهرون احترامهم للإسلام وأهله ولم يقتلوا مسلما ومع ذلك لم يقل عنهم أحد حين وفاتهم أنهم مسلمون !
في حين أن صدام إلى فترة قريبة صنّف بعثيا متألياً حقيرا لايؤمن بالله ويكفر بالقرآن ، وكتب غير قليل من العلماء في كفره ومروقه من الملة ، لأنه حارب الدين والمتدينين وقتل من العلماء والأبرياء الكثير !
ولكنه أجاد استخدام كاريزميته وموهبة قوة التأثير على الجماهير التي يمتلكها ، وساعدته ظروف وسيناريو الأحداث فأصبح : خليفة المسلمين السادس صدام رحمه الله !
ولما مات مايكل جاكسون ، تناقل الناس قصة إسلامه والترحم عليه ، والدعاء له بالمغفرة والرضوان والدرجات العلى من الجنة ، لأنهم اكتشفوا فجأة بعد موته أنه قد أسلم إسلاماً حسن معه كل شيء طريقا إلى جنات عدن ، مع أنه عاش خمسين سنة لم نسمع فيها شيئاً عن إسلامه !
وذلك استنادا إلى مواثيق وقوانين يوتيوبية ونشرات إخبارية اتخذوها قرآنا منزلا ..
مع أنه لم يقل في لقاء تلفزيوني فضائي إلا "سلامو عليكم" ، وزار قطر واجتمع بكبار مسؤوليها الذين أقنعوه بالدين الإسلامي العظيم ، مع أن أولئك أنفسهم استقبلوا بعد ذلك محرر الصحيفة التي أساءت إلى نفسها فقط لاغير بمخالفة مهنيتها وكسر الأعراف والقوانين التي تجرّم العمل الصحفي الذي يتعرض إلى رموز أي طائفة حيوانية كسراً لقوانين حقوق حفظ الحيوان ، فكيف برمز ديانة معترف فيها ويدين بها أكثر من مليار إنسان !
حين كنت أبحث - في لحظة فراغ قاتل - عن مايكل جاكسون وقضية موته الغامضة ، وجدت أن هناك وثائق وبراهين يوتيوبية دامغة تثبت حسن إسلامه !
والمبرر لإخفاء جاكسون وغيره من أمثاله إسلامَهم هو خوفهم من القتل ، مع أن السبب الرئيس لموتهم وموت من سيأتي بعدهم هو اكتشاف أنهم مسلمون !!
ولقد كنت بين مقصلتي الدعاء له بالرحمة أو الدعاء عليه بالعذاب .. غير أني تداركت نفسي حين عرفت أننا نفشل كثيراً في كبح جماح حماستنا وإعمال عقولنا حين التعامل مع الأحداث والنوازل ، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن التاريخ الحديث ضرب من ضروب الشهوة والهوى ، يتم التلاعب في خيره وشره لأن فلاناً رأى كذا ، وفلانا الآخر رأى رأيا آخر بعد أن شاهد حلماً بنى عليه تفصيل الأحداث ونهايتها غير الحقيقية !
أكثر ما يجعلني أحترم القطة هو أنها حين تقول مياو فإنها تقولها بكل يقين واعتقاد ..
وأكثر ما يعجبني في الكلب أنه يحب من يحبه ويكره من يكرهه ! ويستحيل على الكلب الأليف مهما كان جنسه وفصيله أن يتودد لبشر يرفض الاستجابة له والتربيت عليه في البداية !
وأكثر مايعجبني في الظربان هو أنه يتمسك بمبادئه الأزلية السيادية حتى لو كلفه ذلك حياته ، فالظربان ينشر رائحته لأي بشري يقترب منه بوصف ذلك روتيناً وعملا بطولياً لا تحول عنه !
أما الجمل ويسعد صباح الهدباء .. يستحيل أن تنسى ، واضعة نصب عينيها قانوناً وشرعاً حيوانياً مقدساً : لن ننسى لن نسامح !
البعض منا يمأمئ دون أن يعرف هل المواء للقطط أم للبشر فضلاً أن يكون هذا هو مكانه ووقته المناسبين أم لا !
والبعض الآخر يستميت في التودد لمن يكرهه طلباً لشيء ما ، مستغلا هواه في لوي أعناق مبادئه وتخضيعها بالاستناد إلى الشرع والقانون ، واعتبار فعله هذا عملاً ساميا يؤجر عليه !
والبعض يدفع حياته ثمنا للحيد عن مبادئه وكسرها كسرا لاجبر فيه .
أما الآخرون فهم كسلة المحذوفات في الكمبيوتر ، لا عمل أسهل عنده من حذف ما لايريده من كل مبادئه !
فبضغطة زر واحدة يذهب كل شيء أي شيء !!
غدا سينتشر بين صحاري المنتديات وفي ربوع اليوتيوبات وعبر مضارب الفضائيات ، أن الشيخة الفاضلة أنجلينا جولي مسلمة - واسمها الأصلي أنجال علي - ، لأن جدها العاشر وقبل مئتي سنة مرّ مع إحدى القوافل التي ذهبت إلى الهند تنقيباً عن الذهب مروراً بالشام ، وأنه تقابل مع عدد من المسلمين في السوق ، وأعجبه صدق معاملتهم وأمانتهم ، فسألهم عن سر ذلك ، فقالوا له : هكذا الإسلام علمنا .. فرد : فبها ونعمت " أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله "
وأنها وجدوا في إحدى كاميرات التصنت على المشاهير أنها تحتفظ في شنطتها الخاصة بورقة صغيرة مكتوب فيها آي من القرآن الكريم !
ولماذا سيحصل كل هذا ؟
لأن أنجلينا جولي - واسمها الحقيقي أنجال علي ! - نجمة النجوم وفخر العرب والإسلام أنقذت مكة المكرمة من الدمار في فيلمها الأخير salt !
وأنها أظهرت شجاعة نادرة لاتوجد في رجال هذه الأيام حينما هجمت على عدو الإسلام الممثل الحقير والكافر الكبير الذي كان على وشك أن يضغط زر الإطلاق لتفجير مكة ، ولكن بطولة أنجال علي منعت حدوث هذا .. وليس مثلا لأن هذا العمل الأكشني الجريء تم لأن السيناريو ومخرج الفيلم أشار لها بذلك ، بل لأن قلبها أخبرها أن مكة هي رمز الإسلام والمسلمين وأنه يجب عليها إنقاذها بوصفها مسلمة موحدة تؤدي واجبها !!
.